أسئلة تعرج إلى السماء

هل كنت وحدكَ حينما قطفوا جبينك؟!

لا لم أكنْ

كنت مكتظًا بكمْ

كنتم جميعاً عالقين بسترتي..

خبأتكمْ ..

ولحظة عناق البارود للهواء

نصبت رأسي عالياً..

لأصدَّ الموتَ عنكمْ..

….

هل كنت أعزلَ حقاً.. حينما قطعوا وتينك؟!

لا لم أكنْ

كنت مدججاً بالذكريات.. والمُنى

وصوّبت حلماً ساخناً في وجه أبناء الزنا..

كنت أحمل عشر رشاشات من فرحٍ فوق ثغري

وجبهتي كانت مقصلة

قطفت أنفاسي..

…… .

هل كانت لحظة عناق الموت موجعة؟!

لا

لم يكن العناق هو الوجع..

لكني كنت أنقّب عن عيونكم لأرمي نظرةً أخيرة

وأمضي للرحيل الطويل ..

كنت أشتهي أنفاسكم ..

حين زفرتُ زفرةً.. لم تعد بعدها الأنفاس لي

بلى .. هل قلت أني لم أكن وحيداً!!

بلى قد كنتْ

كنتُ وحيداً .. تماماً

وكان الموت الذي أتاني

أصفر الوجه وبارداً ..

عانقتُه لعله يتدفأ بين أضلعي

وأقتل بعناقنا الحميم وحدتي ..

…..

هل متّ حقا؟!

دمك نثرات ضوء حيّة في ذاكرة من حديد

صوتك عالق في نفير الصدمة

يردد منهكا .. “شهيدًا .. شهيدْ”

هل متّ حقًّا؟!

هل لعنتَ وجه قاتلك قبل سكونك الأخير

هل غضبتَ؟

هل شتمتَ؟

هل تألمت لحظة الانطفاء؟!

يا كل هذي الأسئلة .. موتي .. اصمتي

دعي الحزن يدفن رأسه في صدري

فهذا الرحيل بحَّ صوت الأجوبة

كسر ظهر الحكايا والردود ..

وما عاد للصوت صداه

مذ عَزف البارود لحنَه..