اعتذار

أنا أعتذر لي عنكَ
كيف أنِّي بذلتُ نفسي
دمعةً..
وأنِّي بكيتُ.. لأجلكَ
حتى انطفأتُ شمعةً..
أنا أعتذر
لصوتي الذي مزقتُهُ
بكلِّ سكاكين النداءِ
حتى نزفْ
وما اكتفيتْ..
عانقتُ أقلامي
على صدرِ الورقْ
سفحتُ قصائدي
قرابينَ شفاعةٍ
ونسيتْ…
أنَّك لا دِينَ يحكمُ نبضَكَ
ولا شيءَ يُنطِقُ صمتَكَ..
أَنا آسفة يا “أَنا”
أنِّي بذلتُكِ بكلِّ ما أُوتيتُ من هوىْ
كُرمى لعينٍ
ما رأيتُها إذْ رأيتْ
ولكنَّ قلبي رأى
ظلَّ عشقٍ معتَّقٍ
فافتَدَاهُ بكل نبضٍ وهوىْ!
أنا أعتذر لِي عنكَ مني
والعذرُ آخرُ ركنٍ في هَذي الصلاة
أثِمتُ حتَّى تُهتُ
وذُبتُ في دوامةِ الذَّنبِ
وما مددت َلي كفاً للنجاة …
منحتُكَ الذي لا يُمنَحُ
نفَختُ فيكَ مِن شِعرِي
علَّ عروقَك تعرفُ النبضَ
علَّ جثمانَك المسجَّى في ريعانِ الحياة
يُبعَثُ من جديدْ..
كلُّ الذي قد كانَ فصلاً من جنونْ
علمتُكَ رصفَ الحروفِ على جبهةِ الصمتِ
وأنَّ الشِّعرَ أولُ أصواتِ السكونْ ..
وعشقتُكَ
عانقتُكَ
آمنتُ فيكَ
قدَّستُكَ
صدَّقتُكَ
واعتنقتُكَ ..
ووهبتُكَ الحرفَ سراً لا يُباحْ
وكنتَ ما إن تمرُ بقلبي
حتّى تدثركَ الجفونْ
ويعلنُكَ الكونُ ميقاتَ الصباحْ
فأُتمتِمُ للقصيدِ: كُْن .. فَيكونْ ..
أَنا أَعتذرْ ..
أَنا أَعتذرْ ..
لِي منِّي .. علَّ نَْفسِي تَمنَحُنِي السَّمَاحْ !!
أَنا أَعتذرْ …