“الديجا فو” أو وَهم سبق الرؤية

أربعة تفسيرات مُحتَمَلة لل”ديجافو” أو “وهم سَبق الرؤية”.

هل سبق أن شعرتَ أنك عشتَ هذه اللحظة من قبل لكنك لا تتذكر التفاصيل؟

 

 

ظاهرة “الديجا فو” أو وهم سبق الرؤية يشير إلى الشعور الذي ينتابك بأنك قد مررتَ بموقف راهن. وهي حالة شائعة بشكل ملحوظ، فإن اثنين من كل ثلاثة أشخاص –نساء ورجالًا- يمرون بهذه الظاهرة في مرحلة ما في حياتهم. كما أنه بالنسبة لِمن مروا بتجربة “الديجافو”، فإن هذه الظاهرة تحدث مرة في العام، وتتناقص تدريجيًّا مع تقدم العمر.

على الرغم من أن “الديجافو” تعتبر ظاهرة شائعة، إلا أن أبحاثًا محدودة قد أجريت حول هذا الموضوع. وكل ما نعرفه أنه بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من الذُّهان أو الصرع الصدغي النصفي، فإن أسباب هذه الظاهرة تنقسم إلى أربعة أصناف: الانتباه، الذاكرة، المعالجة المزدوجة، والاضطرابات العصبية.

1. الانتباه:

ومن خلاله يتم تفسير الظاهرة على أنها تصوّر أوليٌّ قد تم تحت تشتت للانتباه، والذي قد تلته لقطة ثانية بكامل الانتباه. على سبيل المثال: إذا كنت على وشك أن تفتح باب منزلك، وقد شتت ضجيج على مسافة قريبة انتباهك للحظات، عند عودتك لإتمام مهمة فتح الباب، فإن التصور الأول للمهمة قد يبدو بعيدًا في الماضي. كما أن التشتت الفاصل بين هذين التصورين قد يكون خاطفًا كطرفة عين.

 

2. الذاكرة:

ومن خلالها يتم تفسير الظاهرة على أن تفصيل ما في موقف جديد مشابه لموقف آخر، إلا أن مصدر التشابه قد صار منسيًّا. إن الفرضية التي يقدمها هذا التفسير تقوم على أننا نتعرض لأشياء لا تُحصى خلال اليوم، لكننا لا نلقي بالًا لكل المعلومات. لاحقًا إعادة معالجة المعلومات قد يولَّد في بعض الأحيان تشابهًا و “ديجافو”.

3. المعالجة الثنائية:

ويتم تفسير الظاهرة من خلالها على افتراض أن عمليتين إداركيتين متزامنتين عادةً صارتا للحظات غير متزامنتين. على سبيل المثال: التشابه والاسترجاع قد تصيران غير متزامنتين، أو قد يصير الإدراك والذاكرة غير متزامنين.

4. الاضطرابات العصبية:

يرجع هذا التفسير ظاهرة وهم سبق الرؤية أو “الديجافو” إلى سبب من اثنين. الأول وهو نوبة صرع خفيفة تحدث عند الصدغ لدى شخص لا يعاني من الصرع، أما السبب الثاني فقد يكون تأخر في السيالات العصبية بين العين والأذن أو بين أعضاء الإدراك الحسي ومراكز المعالجة الأعلى في الدماغ.

 

لقد حظيت تفسيرات المعالجة الثنائية بالكثير من الاهتمام، ذلك أنها أكثر فلسفة كما أنها تعتبر تفسيرات نظرية وأقل ميكانيكية، لكن هذه التفسيرات غير قابلة للفحص في المختبرات. كذلك الأمر بالنسبة لتفسيرات الاضطرابات العصبية فهي تبدو منطقية وجاذبة للاهتمام بأساسها العصبي، لكن مجددًا ينقصنا التكنولوجيا المتطورة لاختبارها. لذا فإن تفسيرات المعالجة الثنائية والاضطرابات العصبية تعدُّ الأقل إثارةً لاهتمام الباحثين. وعوضًا عن ذلك فإن تفسيرات الذاكرة والانتباه هي التي تحظى بالدعم، وذلك بناءً على ما نعرفه عن الإدراك، ولأنها قابلة للاختبار والتجربة.

 

مقال لِ:

Naveed Saleh M.D., M.S.

.

ترجمة: سماح العيسى

رابط المقال الأصلي: اضغط هنا.