ثم تنجدني الكلمات…

أحب أن أكتب وأحب ما أكتب.. وأحب القارئ الذي يبادل كتاباتي الحب.. ويعرف أنها عفوية وحقيقية وطازجة.. وأنني لا أستخدم المواد الحافظة، كما أنني لا أفكر بمواكبة الموضة عندما أكتب..

كل ما في الأمر أنني أكتب بشكل مبالغ فيه عندما أشعر أن الأشياء تخبو من حولي..
حرارة الحب الذي بيننا مثلًا..
أكتب لتحبني أكثر.. أكتب لتمضي دقيقتين إضافيتين في التفكير بي بينما تمر بنصٍّ ما كتبتُه لأجلك -حقًّا- بينما كنت أتحدث فيه عن حزن الأرض على جليدها الذائب.

أكتب لأحبني أكثر.. لأتقرب من نفسي زلفى كلما أخذتني الحياة بعيدًا عني..

أكتب لأذكرهم وأتذكرهم.. كل أولئك المقهورين الذين يؤمنون ألّا أحد في هذا الكون يلتفت لأنة تتفلت منهم في آخر الليل..

لأذكرهم.. لألمع صورهم في الذاكرة وأزيل عن صوتهم طبقة الغبار المتراكم دون حياء أو اعتبار.. أولئك الذين خانتهم حبالهم الصوتية قبل أن يضعوا “وداعًا” سريعة وقصيرة على عتبات قلوبنا.. أولئك الذين فاجأهم غيابهم بذات القدر الذي فاجأنا به…

أكتب لأنّي بحاجة لأن أثبت لنفسي أني لا زلتُ معي.. رغم الحروب والحروق.. رغم الخسارات والخيبات.. رغم الوجع.. رغم خذلاني المتكرر لنفسي.. لا زلتُ معي..
أجلس قبالة عالمي كل مساء.. أشطب كل الترهات التي صنعت نهاري وأكتب فوقها قصيدة جديدةً ثم أنام مطمئنة.