ملك على عرش الهباء

وتستبيحُكَ
تلك المواجع التي تدبُّ في عروقِكَ
سربُ نملٍ ينقّبُ مسرحَ الذّكرى
حلوى الفؤاد يفتّتها على مرآه
ليصيرَ السّهو أسهل
ليذوبَ تحت لسانِ الغَدْ
كلُّ ما قد حلَفنا أنّه ابنُ الأَبدْ…

فرحُك الذي خبَّأتَه حباتِ سُكّر
حبَّةٌ فحبَّةٌ
مشهدٌ فمشهدٌ
وعدٌ فوعدٌ
“أحبُّكَ” ف”أحبُّكِ”
يحملها سربٌ من الوجع
يعبر من شقٍّ ضئيلٍ في فؤادك…
هذا بابُك الذي تركته موارَبًا
اشتهاءَ عودة…
ها قد سرّب إليك العتمَ والحزنَ
والريحَ اللَّئيمة…
وها أنتَ تفقد كنزَكَ
ها أنتَ.. أنتَ
ملكٌ على عَرشِ الهباء
أضعتَ آخر ملامحكَ النبيلة
وصارَ إرثك المقدّس
كومةَ نكاتٍ مرّة
في جِرابِ الألم…