سري الصغير

حسناً.. سأقول سري الصغير التافه وأنصرف مسرعة إلى ركني الضيق والنائي في ذاكرتك ..
أنا لم أعرفك.. لكنني ربما لو كانت الفرصة مواتية في عمر مقبل .. لن أرغب أن أعرفك أكثر.. لا لشيء.
لكن ببساطة.. لأنّ كل هذا العمق مؤذٍ.. دائمًا من هم على السطح يتنفسون بارتياحٍ أعظم، ويرون الأشياء بألوانها الساطعة..
ولا زالوا يتقنون نفث ضحكات طويلة.. يصدر هديرها من القلب مباشرة بكل سهولة ويُسر..
لا عليك من كل هذا، ولا تلم نفسك أبداً على غرقي..
فأنا كنت كذلك كل الوقت.. أنثى لا تعرف السباحة لكنها تتقن الغرق جيدًا .. جيدًا ثمَّ تدّعي أنّها تغوص!
إذاً أردتك أن تعرف فقط أني لو منحت فرصة أخرى -وذلك لن يحصل أبدًا- لأنقّب قلبك.. لرفضتُ بِشدة.. لرفضتُ أن أنبش كل تلك القبور بِعَصَا الفضول، ولاطمأننتُ لجهلي بطريقة أكثر حكمة مماكنتُ عليه دائمًا..
أما الآن.. سأكوّر نفسي مثل يرقة لن تصير فراشة أبدًا بل هي أشبه بمومياء.. ثم ألوذ إلى ركني القَصي من الذاكرة..
الداني من النسيان..