صورة

إننا نكبر معًا..

تعال لنلتقط صورة للفرح قبل أن نهرم.. اقترب ولا تُظهر فتنة ابتهاجك كاملةً ولا عِلَّة الحزن المختبىء في ملامحك..

لن نخبر الصورة بما يحرِّض الدمع في مآقينا في لحظةٍ فاتنةٍ كهذه.. سنترك الذكرى تمر وكأننا معافيان تمامًا من ألمنا..

لنقف أمامها في غدٍّ قادمٍ مذهولين بضوء السعادة الذي استطعنا أن نعتقله داخل إطار صورة..

اقترب.. هات كتفك فأنا أنثى لا تخطو خارج وحدتها خطوة واحدة بغير كتف تثق به..تكدس على كاهله كل ترهاتها وحزنها المبالغ فيه -كما يدّعي البعض- وفرحها الشاسع الذي يعاني رهابَ الأضواء فلا يظهر كثيرًا في الصور والقصائد..

اقترب هات ضحكتك ليصير للفرح عائلة..

وتعال نقول لأنفسنا غدًا أننا كبرنا معًا ولسنا نادمين على العمر الذي سنرتديه في ملامحنا بعد حين.. وأننا نحنُّ دائمًا للحظة البدء..

حين كان الاكتشاف شغفًا يعجِّل خطاه في قلبينا ويحثّنا أن نركض نحو الحب بكل شبابنا وعطشنا..

وأنَّا مكتفيان تمامًا بحاضرنا.. حيث أسَّس كل منا في خافق الآخر وطنًا يتسع لجنونه..

وأنَّنا متلهفان جدًّا لغدٍّ نؤثث تاريخه اليوم بقصص لا تنتهي..

اقترب هَبني ضحكتك لنؤرّخ هذا الفرح معًا..