كلُّ هذا القبح المكرر من حولك..
واعتيادك على أن تنزع جلدك عنك وتمضي معهم..
يزعق المنبه.. يطفئ ضوءحلمك
ترتدي غوغاءهم على عجل لا تدقق في تفاصيل هندامك، لم يعد تناسق الألوان يؤرقك، فالرمادي يملأ المكان.
تنزل إلى الشارع تقف على الرصيف أمام أرتال اللاهثين..
تقطف يومك من شجرة العمر على عجل.. تفرشه تحت حذائك وتركض..
تتمنى أن يطول يومك فيتسع لكل هذا العناء الذي ينتظرك..
تشحذ صوتك ب”نعم .. نعم .. حاضر.. أعتذر.. تمام… لا أعرف.. شكرًا.. آسف …”… تصير نبرتك ملائمة لنغمة التيار..
أنت تنكمش، تتصبب ألمًا.. تتناثر مزاياك على طول الطريق..
تدوسها أحذيتهم وأنت تكرر “نعم.. أعتذر..”
لازال يومك يتسع لرحلة العودة..
تنضم للقطيع جميعهم منهكون .. الرمادي الشاحب يملأ المكان.. يبدؤون بتراشق التمتمات…
تصل رصيفك مجددًا.. ينسحب من تحت قدميك ما تبقى من يومك.. تتعثر.. تسقط على رأسك كالعادة… تلتقطك أصابع الحلم.. دافئة.. رقيقة.. تهز جذع ذاكرتك.
ثم تصحو على صيحة المنبه.. تنزع من مشجب الحياة يومًا جديدًا.. لا جديد فيه إلا أنك صرت تشبههم فيه أكثر ألف مرة مما كنت تتخيل ذات عمر…
أترك ردك