كيف ترتّب أحزانك

Photo by Andrik Langfield on Unsplash
أفضّل أن أفرز أحزاني.. كلّ حزنٍ في “جرن” خاص كي لا تختلط..
من المتعب حقًّا رؤية كومة كبيرة من الأحزان ملقاة بعبثية في فسحة قلبك.. لا تستطيع أن تميز العابر من الغابر فيها..
كل هذه الأحزان التي تتراكم هناك.. دون أن تفكر يومًا أن تتخلص منها!!
أفكر أن أبدأ بكتابة سلسلة تحت عنوان “كيف ترتّب أحزانك”
أو ربما يكون العنوان “ارتدِ حزنَك كما يليق بيومك” أو ربما “كُلْ على ذوقك واحزن على ذوق الناس”…
لم أحدد الاسم بعد.. على كل حال لا يهم..
 المهم أني قمتُ بفرز أحزاني وخيباتي القاتمة اليوم.. هذه الخيبات التي مهما ارتديناها ومهما حسبنا أنها صارت قديمة و”بطلت موضتها” إلا أنها جزء من تاريخنا الذي لا يمكننا أن نتعرّى منه.
كل حين نمرّ بها نفتح خزانة البؤس ونلقي نظرة عليها.. نعرف أنها تركتنا نحمل هذا التشوّه في قلوبنا أو ذاك الجرح الذي لا يلتئم في أرواحنا.. نعرف أنها كوّنتنا من حيث لا ندري.
 تأملتها ما زالت بكامل ألمها.. لم تفقد حدتها مع التقادم.
أعدتُ ترتيبها.. غسلتها بماء عيني.. ثم نشرتها تحت سماء الليل.. إلى أن يجف دمعي.