نبوءات النهاية

أكتبُ لأنَّ الصمت مقصلتي

وأنا لستُ أنوي أن أموت ..

أهذي.. بذكرك

كأنني بنت الفناء

وكأنما أنت الخلود ..

وألزمكْ..

كما الصّلاة

فهاكَ قلبي ناسكاً عاف دنياه

ليتبعك

أينما يممتَ

كلّي معك.. وادْنُ

ادنُ لتحصد سنبلي قبل طوفاني الأخير

كثرت نبوءات النهاية بيننا

فيا يوسف هلّا أنبأتنا برؤيا الهائمين

إني رأيتُ فيما يرى العاشق

أنني أخطو إليكَ وقلبي رمانة

قد آن قطفها…

مذ مرّ عطرك في مسامي

نضج الغرام

وصرتُ أنزّ الشّعر من نزفي

أذوي على مهلٍ

أراقب الأكفّ التي تقطفني

بينما أربّت على أكتافها

وأزيح عنها غمامة التعب…

ادنُ فإني يونس

أنبت عليّ من حنانك.. أستظل

أنجدني من حوت غيابك

مرة .. وإلى الأبد

ادنُ .. وإلا هرعتُ نحوك

بلهفة موسى إذ آنسَ النارَ

وخلعتُ نعلَ مخافتي

ووطئت واديك المقدّس

بينما يقبض الفَقْد على أثري… هناكْ

ادنُ .. فإني أصلّيك بأنّة زكريا

ولا محراب لي إلا فؤادك

ادنُ .. فإنّي وهن القلب مني

وانطفأ الحلمُ خيبة…

ادنُ .. فإنَّ بي من مواجع مريم

ما قد يُجِيئني جذعَ قلبك..

ادنُ .. فإني قد غدوت على شفا نهاية

وهنا .. هنا

سيكون موتي جائزاً

ويصير حزني موجزاً

بجملتين على لسان العابرين

” طيبٌ ثراها ..

كانت هنا .. تبذر القصائد والرؤى..

وتحصد الغياب.”

حينها -وإليك نبوءتي الأخيرة-

ستتمتم حزنَك على كاهل انتهائي

وتدنو حينما تصير المسافات بيننا

يا صاحبي يقيناً وحيداً…