الهجير (جنة رياح)

 

في الهجير (جنة رياح) تنقلنا سماح العيسى إلى بدايات القرن العشرين مصوّرةً تفاصيل الحياة في قرية من قرى سهل حوران، وراسمةً من خلال شخوص الرواية بعض ملامح الأحداث السياسية والاجتماعية في ذلك الزمن.
تمتد أحداث الرواية لنحو مئة عام تتناول خلالها الكاتبة قضايا ذات أهمية وعُمق في وجدان المواطن السوري والعربي عموماً، والأهم فيما ستتناوله هو العقلية الموروثة التي تحكم هذا المواطن بما تحمله من أساطير وخرافة ورفض للمختلف وعادات وتقاليد وتشريعات تحكم الأسرة وتحاصر على وجه الخصوص المرأة هذه الأخير المضطهدة من قبل الرجل بالمطلق، والتي تعيش طيلة حياتها على حافة ما يسمى العار وفقاً لتلك الأعراف.

تُصور الكاتبة حياة الناس في تلك الجغرافيا بتفاصيلها من خلال حيوات شخوص الرواية، وتشير بشكل مقتضب للتحولات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد وصولاً للثورة التي كانت مفاجئة.
شخوص الرواية هم أناس عاديون بسطاء لم يكونوا مُؤَثّرين في تلك التحولات، وإنما كانوا مُتَأَثّرين.