الأحلام.. عالمٌ موازٍ

مقال لِ: Preston Ni M.S.B.A.

ترجمة: سماح العيسى

 

“الأحلام أكثر حكمة من الصحو… أحيانًا” بلاك إِلك

تُعرِّف جمعية علم النفس الأمريكية الأحلام على أنها: “حالة من الوعي الجسدي والنفسي تحدث خلال النوم، وتتصف أحيانًا بأنها مجموعة مكثفة من الحس الذاتي، والحركي، والعاطفي، والتجارب الأخرى.”

 

وعلى الرُّغم من أننا لا نعرف الكثير عن طبيعة الأحلام وتعقيداتها، إلا أن المجتمعين الطبي والنفسي قد اتفقا على أن الأحلام تعكس -وإن كان بشكل جزئي- عملَ اللا وعي لدى الإنسان.

سأدرج فيما يلي سبعة أنواع من الأحلام، مأخوذة من كتاب “كيف تفسر أحلامك: مفاتيح البصيرة والتمكين” تأليف كاتب المقال Preston Ni M.S.B.A.

كل صنف من الأحلام المذكورة فيما يلي، يعدُّ تجربة متميزة وفريدة بحد ذاتها. كما أنه من الشائع أحيانًا أن يكون الحلم ذا صفات متعددة في آنٍ واحد. فعلى سبيبل المثال يمكن أن يتضمن الحلم حدثًا راهنًا، مجازًا، وحلًا للمشكلات، والخيال في الوقت ذاته. وعلى الرغم من أن الأحلام غالبًا معقدة ويصعب فهمها، إلا أن بعض الوعي والبصيرة قد تعيننا على ذلك.

1. أحلام الحدث الحالي:

وهو أكثر أنواع الأحلام شيوعًا، حيث تؤثر أحداث آخر 24 أو 48 ساعة السابقة بشكل مباشر أو غير مباشر على أحلامك. على سبيل المثال إن خلافًا في الواقع مع الشريك العاطفي قد يترجم إلى مشادة في الحلم. أو إن مشاهدة فيلم مطاردة سيارات قد يترجم إلى حلم مطاردة. إن التفاصيل في أحلام الحدث الحالي ليست حرفيّةً كأحداث الواقع. فبعض التمثيلات قد تكون مجازية أو رمزية كذلك.

2. الأحلام الرمزية/ المجازية:

هذه الأحلام تساعدنا على معالجة أحداث حياتنا (الحالية أو الماضية) بشكل مجازي. فمثلًا إذا عانى شخص ما من صعوبة في إنهاء مشروع في العمل، فقد يحلم أنه يجاهد لصعود جبلٍ دون معدّات، بينما المتسلّقون الآخرون يعملون مجهَّزين بمعدات التسلق ويعملون كَفريق. تعد الأحلام الرمزية إرشادية فيما يخص هذ الأمر، والتفسير الصحيح قد يزوّدنا بأفكار للتطوير الذاتي. ففي حلم تسلق الجبل الذي ذكرناه، قد تكون العبرة أنه عليك طلب المساعدة والتعاون في العمل عند الحاجة، عوضًا عن إنهاء كل شيء بنفسك.

Unsplash
Unsplash

3. أحلام الخيال/ الراحة:

صنف آخر من الأحلام الشائعة نوعًا ما هي الأحلام الخيالية أو أحلام “تجارب الراحة” (خصوصًا في الأوقات الصعبة). أحلام الخيال غالبًا هي طموحات، وتحقيق للأمنيات، أو تعويضات لما نواجهه في الحياة اليومية من مصاعب. قد يكون هذا النوع من الأحلام استحضارًا لأشخاص أو تجارب إيجابية من الماضي أو الحاضر. على سبيل المثال: الولد المتعرِّض للتَّنمر في المدرسة قد يحلم أنه بطل خارق، أو الشخص الراشد الذي يشعر بالوحدة قد يحلم بالسفر مع الأصدقاء عندما كان في عمر أصغر.

من الوظائف الأخرى لهذا النوع من الأحلام أنه قد يكون طريقة لا وعية لمساعدة الشخص على التخفف والتحرر من ضغوطات الحياة الواقعية، فيحصل الشخص على “إجازة حلم” من قلقه.

Unsplash
Unsplash

4. الأحلام الإبداعية/ حل المشكلات:

قد تكون بعض الأحلام مُلهِمة وتقدم إما أفكارًا إبداعية أو حلولًا طويلة الأمد للمشكلات. يصحو الشخص بعد هذا النوع من الأحلام وقد غمره شعور بالارتياح.

من الأحلام المشهورة والتي تنتمي لهذا النوع حلم المغني/ الموسيقي بول ماكرتني والذي حلم بلحن أصبح فيما بعد أغنية بعنوان “الأمس”. وحلم “جيمس واتسون” الحائز على جائزة نوبل، والذي راوده حلمٌ عن الأفاعي قاده في الواقع إلى اكتشاف تركيبة الحمض النووي.

5. الكوابيس:

قد تراودك الكوابيس إثر حدثٍ حالي مجهدٍ (مثل مشكلة عائلية، أو حادث سير، أوأخبار مزعجة في وسائل الإعلام… وغيرها.) كما قد تكون الكوابيس نتيجة ما كان في الماضي من مخاوف وقلق وصدمات لم يتم حلها أو معالجتها، فبعض الكوابيس هي محاولة من اللا وعي لحل المشكلات.

إن طبيعة الكوابيس وأسبابها قد تكون متعددة الأوجه. في بعض الأحيان قد توجد عوامل بيولوجية، وعصبية، وكيميائية، أو حتى عوامل مرتبطة بحمية غذائية ما، وكذلك عوامل نفسية، كل تلك العوامل قد تتكاتف معًا.

إذا كنت تعاني من الكوابيس بشكل شبه منتظم، فعليك أن تفكر بزيارة مختص ذو كفاءة في الصحة العقلية و/ أو طبيب لمعالجة مشاكل النوم.

6. الأحلام الواضحة/ الواعية:

أحد أكثر أنواع الأحلام إثارة للاهتمام (والمضحكة ربما) هو الحلم الواعي، حيث يكون الشخص واعٍ أنه يحلم خلال الحلم. في أكثر الأحيان يمكن للشخص خلال الحلم الواعي أن يتحكم بأفعاله كما ولو أنه الممثل الرئيسي لفيلم حركة/ مغامرة/ فيلم رومنسي خاص به. في كثير من الحالات قد يكون هذا النوع من الأحلام ليس ممتعًا ومسليًّا فحسب، بل إنه يمنح الشخص القدرة على حل المشكلات (مثلًا: بدلًا من أن يهرب من الشخص الذي يطارده، يقرر أن يستدير ويقاتل. أن يختار أن يحلِّق عوضًا عن أن يظل محتجزًا خلف عائق ما)، مما قد يكون أمرًا ذا فائدة وقابلًا للتطبيق في الحياة الواقعية.

Unsplash

7. الأحلام الخارقة:

قد تكون الأحلام الخارقة من أكثر الأحلام الصادمة والراسخة في الذاكرة، وهي من الأحلام نادرة الحدوث بالنسبة لمعظم الأشخاص. لكن عندما تحدث، فإنها تكون تجربة فريدة وخاصة لدرجة أن الحلم سيظل محفورًا في الذاكرة لشهور أو حتى سنوات لاحقة.

 

أمثلة عن الأحلام “الخارقة”:

• أحلام الهواجس/ الاستباقية: والتي تكون رؤية عن حدث مستقبلي، يتحقق بعد حين.

• الأحلام التخاطرية: عندما يحلم الشخص بأنه تم إخباره بخصوص شخص أو أمرٍ ما يحدث في مكان آخر، وليس لدى صاحب الحلم أدنى فكرة عنه في الواقع. وعند استيقاظ الشخص يتأكد بأن تفاصيل الحلم أمرٌ واقعٌ بالفعل.

• الأحلام المشتركة / التشاركية: وذلك عندما يحلم أشخاص مختلفون بذات الحلم وفي ذات الوقت تقريبًا.

• أحلام الزيارة: حيث يظهر الشخص الذي فقدناه مؤخرًا في أحلامنا ( قريب، صديق، حبيب، أو حتى حيوان أليف). هذا النوع من الأحلام في الغالب يكون حيويًّا وحميميًّا وإرشاديًّا، وأحيانًا يكون سببًا لتغيير حقيقي في حياة صاحب الحلم.

وعلى الرُّغم من أن هذا النوع من الأحلام “الخارقة” يعد خارج نطاق الفهم العلمي والأبحاث حوله تعتبر غير كافية، إلا أن ذلك لا ينفي أنه يراود العديد من الأشخاص حول العالم، كإشارة إلى أن الوعي قد يمتد إلى ما وراء الإنسان، على الأقل في حالة الحلم.

 

رابط المقال: اضغط هنا