بحر غزّة

في غَزّةَ بحرٌ مُختلِفٌ

بحرٌ مخلوقٌ مِن دمعِ المخنوقين هناكْ

من عرقِ جِباهٍ مُتعبةٍ 

ترتَقبُ غدًا لا يجيء

لأنَّ الحاضرَ لا يمضي

لأنَّ البؤسَ مسمارٌ عالقٌ بِكعبِ الأيام..

في غَزّةَ بحرٌ من مَلحٍ

والمَلح حصادُ المقهورين

زرعوهُ شبابًا

حصدوهُ جيلًا يورث جيل..

في غزّةَ بحرٌ من حُزنٍ

لكنّه يأبى أن يبكي

يتذرّعُ بغبار الحرب كلّما نزّ الدمعُ من موجه..

في غزَّةَ بحرٌ من لوعة

تكبر كلما طالتْ للزّمن قامة

ليصيرَ الصبر قزمًا يَدهسه

عملاق أسموه الفقر،..

في غزّة وجهُ صبية 

كانتْ أحلى 

لكنّ الوقت أطفأها

من يُشعِل وجوهًا أطفأها العمرْ؟!

….

في غزّة حلمٌ منزوع الأحشاء

باعوا أعضاءه في السوق السوداء

في غَزّة بحرٌ مزروعٌ بجثامين الأحلام

تابوتٌ يحمل تابوتًا

فيموت الموجُ مخنوقَا كلما

مدَّ يدًا للبَر

تقتله رائحةُ العجزِ

تصلبُه آياتُ القَهرْ..