حرّر روايتك كمحترف: الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعًا التي تعثُّر سردك

Photo by NeONBRAND on Unsplash

يمكن بسهولة تفادي الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعًا للتعثر في انسياب السرد .أو حتى تصحيحها عندما تقوم بتحرير المشاهد الأدبية.
هذه الخطوات البسيطة ستحلّق بنصك. في الوقت الذي سيستعد فيه قرّاؤك لتدوين الملاحظات.

-تعد الكتابة صعبة بحد ذاتها؛حتى بالنسبة للكتاب غزيري الإنتاج،لكن إيّاكَ أن تفكِّر بتلميع عملكَ بشكل سطحي.

في الوقت الذي يمكنك أن تجعل نصَّك متألِّقًا بالتركيز على ما “لا يجب” في بنية الجملة عوضًا عن القلق بشأن كل كلمة حتى تبدو صحيحة تمامًا.

كيف لي أن أعرف؟

بحكم عملي لفترة طويلة كمحررة مستقلة. ساعدتُ عددًا لا حصر له من الكتّاب الذين يتمتعون بمهارات كتابية متباينة كتباين السلم الموسيقي.. ابتداءً من البارعين.. حتى أولئك الذين بالكاد يتقنون القراءة والكتابة أو حتى ضبط الحبكة والشخصيات و تضخيم كلماتهم..

بعض هؤلاء الكتاب كانوا مشهورين(دون ذكر أسماء)، وبعضهم لم ينل نصيبًا من الشهرة، لكن جميعهم سواءً أكاونوا موهوبين أم انهم وصلوا محطة الكتابة بمحض الصدفة، كانوا يتعمدون ارتكاب ذات الأخطاء عندما يبدأون الكتابة.

كيف ساعدني عملي كمحررة في ان أكون أفضل في الكتابة والعكس.

يمكن بسهولة تفادي الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعًا للتعثر في انسياب السرد. أو حتى تصحيحها عندما تقوم بتحرير المشاهد الأدبية.(ملاحظة: الأمثلة التالية ليست لي، فقد كتبت كتابي الأول وأنا بالكاد قد تخرجت من الكلية. مما يجعلني أتردد في مشاركته. على كل حال هذه الأمثلة ماخوذة من كتب حقيقية، وإن كانت قد تمت إعادة صياغة الكلمات بمهارة لحماية “الكاتب البريء”)

1. لا تظهر كل حركة جسدية.

أحيانًا كثيرة النص النثري يتعثَّر بسبب حركات جسدية غير ضرورية.

ثق بخيال قرائك ودعهم يتصورون ما تقوم به شخصيتك دون أن تقودهم بكل خطوة.

لدينا مثالين لهذه النقطة:

التقطتْ المسدس بيدها اليمنى، واستخدمت يدها اليسرى للبحث داخل الدُّرج.

استدار  مبتعدًا عن الباب، واجتاز الغرفة. انحنى أمام المنضدة ليلتقط كأس النبيذ.

بدلًا من ذلك جرّب:

التقطتْ المسدَّس وبحثت في الدُّرج.

عابرًا نحو المنضدة، التقط كأس النبيذ.

2.لا تفهرس محتويات كل غرفة أو موقع.

في الوقت الذي تعتبر فيه التوصيفات أساسية جدًّا بالنسبة للقراء لتخيل المشهد، إياك أن توغل بها.

صف المكان كما تراه بعين عقلك، ثم عُدْ إلى الوصف واحذف معظم كلماتك. حقًّا، اسأل نفسك ماذا يحتاج قرائي لجعل هذا المكان(المكتب، غرفة النوم، الحقل الموحل…إلخ) حيًّا في أذهانهم؟

امنحهم انطباعًا عامًا باستخدام ميزة أو ميزتين بصريتين مختارتين بعناية.

على سبيل المثال:

نقرت  الضوء لتجد أمامها غرفة في أحد أركانها يوجد غطاء سرير مخطط باللون الأزرق، وتحت النافذة مكتب من خشب البلوط المتهالك،وإلى جانب المدفأة المنقّرة الممتلئة بالرماد وُضِع كرسيٌ أرجوانيٌّ مُنَجّد.

إنَّه وصفيٌّ بالطبع، لكن المرئيات أخذتنا بعيدًا عن حقيقة وجود جثة ملقاة على الأرض بالقرب من المدفأة!

هذه الجملة المُعاد كتابتها فيما يلي معتمدة على صياغة كلمات بديلة تركّز على الحدث مما يساعد في الحفاظ على التوتر في المشهد.

نقرت الضوء لتجد أمامها غرفة نوم ضيقة، وجثة رجل ملقاة بالقرب من المدفأة.

3.لا تحدِّد طول شخص بالأقدام والإنشات.

تظهر هذه النقطة في العديد من الكتب التي قمت بتحريرها.

إذا كان لا بد من وجود هذا المشهد الغارق في التفاصيل فلا تكتب شيئًا كهذا للتعريف بشخصية جديدة.

كان بطول خمس أقدام وأحد عشر إنشًا، ووزنه مئةٌ وخمسةٌ وتسعون باوند.

عوضًا عن ذلك اتجه للتلميحات أو الاقتراحات:

كان رجلًا شديد البني؛ لم يكن فارع الطول، لكنه بالتأكيد قوي بما يكفي لجعلي أتردد قبل أن أفكر في مواجهته.

4.لا تستخدم علامات الحوار لكل جملة محكية في النص.

تجنب الاستخدام المفرط  لهذه العلامات مثل : قال، صرخَتْ، سألَ.

في الواقع عليك العودة إلى مخطوطتك وحذف المرة الخامسة أو السادسة التي استخدمت فيها إحدى علامات الحوار. لاسيما في المحادثات الطويلة بين الشخصيات،ثم احذف أكثر.

النتيجة ستكون أسرع في استحضار البديهة.

5.لا تنسَ أن تنظِّف الرُّكام.

تحاشى الإفراط في استخدام الفواصل المنقوطة، علامات التّعجّب، وعلامات الاعتراض “الشرطتين”( المستخدمة للتعبير عن مقاطعة لحديث أو شيء جانبي في الجملة كذلك تعد شائعة بشكل كبير مع الفاصلة)

إليك نصيحة من محترف: ابحث أكثر لتكتشف هذه العلامات وغيرها من علامات الترقيم. قد تفاجأ من الكم غير الضروري المتناثر في نصك الذي كان سيبدو جميلًا دونها.

بالتركيز على هذه “المحظورات” البسيطة، كتابتك ستبدو سريعة وعفوية وكذلك سردك سيكون انسيابيًا.

 

 

المصدر: موقع المحطة